من المواقف المرعبة واللي هتفضل محفورة في ذاكرتي ومقدرش أنساها لما كنت شغال أمن في بورتو السخنة, القرية السياحية اللي رحت أشتغل فيها كانت كلها شاليهات وڤلل ومناظر طبيعية جميلة جدا لكن اللي مش جميل جدا لما عرفت إن فيها شاليهات وأماكن معينة مسكونة ودا طبعا عرفته بعد ما قضيت أسبوعين هناك وبسبب اللي شوفته سبت الشغل وسبت بورتو كلها.
الناس القديمة اللي هناك عارفه الأماكن دي ولها ذكريات معاها لكن معظمهم مبيخافوش وكمان المشرفين بيودوهم أماكن تانيه وبيوزعوا الناس الجديدة اللي زي حالاتي على الأماكن المسكونة دي عشان ميعرفوش عنها حاجة فبالتالي مش هيخافوا إلا لو حصلت معاهم مواقف والناس القديمة طبعا مش بتحكي حاجه من ذكرياتها عشان ميخوفوش الناس الجديدة وكمان عشان يضمنوا يروحوا أماكن اّمنة مفيهاش عفاريت واشتغالات.
قضيت يومين عاديين وفي اليوم التالت كالعادة صحيت الساعة 6 المغرب عشان كنت ماسك شفت ليلي من 7 بالليل لحد 7 الصبح وخرجت من الاستراحة مع باقي أفراد الأمن عشان نروح القرية اللي على بعد دقايق مننا.
الساعة ست ونص بنكون قدام البوابة والمشرف بيوزعنا وبيقول لكل واحد المكان اللي هيقضي فيه ال12 ساعة بتوعه.
بيقول اسم الشخص وبعدها يقول مثلا التبة الأولى, التبة الخامسة, التبة الشرقية وهكذا .. لحد ما جي الدور على رجل كبير في السن حوالي خمسين سنة والمشرف قال عم أشرف التبة الغربية, وقتها الراجل دا قال بسرعة التبة الغربية ليه ماهو فيه اتنين مستجدين – وبص عليا وعلى واحد جديد واقف جمبي – خلي واحد فيهم يروح التبة الغربية, المشرف انزعج من نبرة صوت عم أشرف وقاله زي ما سمعت ياعم أشرف والمستجدين لسه ميعرفوش حاجه هنا وسكت لحظات وداس على نبرته شوبه وقال وواحدة واحدة هخليهم يمسكوا هناك بس أنت قضي ليلتك.
أنا واللي جمبي بصينا لبعض اللي هو مالها التبة الغربية وإيه الغريب فيها؟ مفيهاش واي فاي مثلا أو الواي فاي مش بيوصلها عشان على حدود القرية وتعتبر أبعد تبة؟
الموضوع أثار فضولي فحبيت أستفسر من عم أسعد ودا يعتبر أقدم واحد في الأمن وأكبرهم سنا ولما سألته عن التبة الغربية وليه عم أشرف مش عايز يروحها اتلخبط في الكلام وفكر شويه وفي الآخر قالي مفيهاش حاجه .. أشرف بيتدلع شويتين..
نسيت الموضوع ومركزتش فيه لحد ما جي الدور عليا والمشرف قالي في يوم أثناء توزيع الخدمة هتروح النهاردا التبة الغربية ودي كانت أول واّخر مرة أروحها.
التبة الغربية زيها زي أي تبة عبارة عن منطقتين كل منطقة على شكل حرف U نص دايرة يعني وفي كل منطقة كشك صغير حوالي مترين في مترين بيقعد فيه فرد الأمن, قعدت على الكرسي وزي كل يوم شغلت فيلم على الموبايل لإني كنت محمل مجموعة أفلام كتيرة قبل ما اروح هناك عشان أسلي بيهم وقت فراغي.
الساعة واحدة ونص كدا سمعت صوت رجلين بتمشي بعيد عني شويه ولإن الحمّام الخاص بأفراد الأمن قريب من التبة الغربية افتكرت حد من الأمن يعني والموضوع عادي لكن اللي مش عادي إن صوت الرجلين دا فضلت سامعة كذا دقيقة بنفس الوضوح اللي هو لا بيقرب ولا بيبعد كأن صاحب الصوت بيتحرك في نفس المكان.
خرجت من الكشك واتمشيت ناحية الصوت من باب الفضول لكن قبل ما اوصل عنده اختفى.
رجعت الكشك تاني وماخدتش في بالي ومسكت التليفون كملت مشاهدة الفيلم..
وبعد حوالي ربع ساعة سمعت نفس الصوت من جديد, وقتها مش عارف ليه حسيت بالخوف وافتكرت عم أشرف من كام يوم وهو بيقول ليه اروح التبة الغربية؟ لكني ضغطت على نفسي وخرجت ناحية الصوت والمرة دي قبل الصوت ما يختفي لمحت باب شالية 363 بيتقفل بسرعة كأن حد قفله بمجرد ما شافني والغريب والمخيف إن الشاليه دا مفيهوش مالك حاليا يعني مقفول، بالتالي المفروض الشبابيك والأبواب تكون مقفولة كويس.
طبعا اتصلت بالمشرف وحكيتله اللي حصل وفاجئني لما لقيته مش مهتم بالموضوع وبيحاول يلاقي أي حجة يعني شويه يقولي ممكن الهواء وشوية تاني يقولي ممكن باب الحمام وأنت بيتهيئلك..
المهم كان بيتلكك بأي حجة ولإني كنت مسترخم المشرف دا قولتله أنا قولتلك وريحت ضميري عشان المشرف العام لو سألنا الصبح عن أي ملاحظات هحكيله اللي حصل, ما يمكن يكون حرامي وتلبسوها فيا أنا!
وياريتني ما قولتله كدا وكنت سكت وحاولت أٌقنع عقلي بأي حجة من الحجج اللي قالهالي لأنه لما سمعني بقوله كدا قالي طب خلاص خليك مكانك وأنا هجيب مفاتيح الشاليه واجيلك.
وبالفعل جي بسرعة، بعد حوالي خمس دقايق بس ولما قرب مني قالي تعالي ورايا نتأكد, طلع مفاتيح من جيبه وفتح الشاليه وشغل مفتاح الكهرباء الرئيسي وراخ يبص حواليه.
شاليه كبير بيطلقوا عليه اسم فيلا لأنه من طابقين, فتشنا الطابق الأول وطلعنا للطابق التاني فتشناه ومفيش حاجه برضو.
المهم نزلنا والمشرف قفل مفتاح الكهرباء الرئيسي واللي كان موجود عند اّخر درجة من درجات السلم.
المشهد اللي خصل هوصفهولكوا عشان تتخيلوه معايا, المشرف عند اّخر درجة في السلم تحت وأنا وراه فوق السلم بحوالي 3 درجات, هو قفل النور واتمشى قدامي وبقينا شايفين طريق الخروج من خلال نور الكشافات اللي بره واللي داخل الشاليه عشان معظم أبوابه زجاج, المشرف قدامي وأنا وراه بخطوات ومش عارف إيه اللي خلاني أبص لورا على شمالي؟
شوفت الظل بتاعي وبتاعه ماشي ورا بعض عادي وفجأة الظل بتاعي وقف مكانه عند نص السلم من فوق اتحركت وأنا باصص ورايا ولما اتأكدت إن ظلي مبيتحركش شعري وقف ورجلي تقلت وبقول للمشرف بص بص لقيته طنشني وخرج من الباب واللي خلا قلبي كان هيوقف لما شوفت الظل بتاعي بيطلع لفوق وهو بيجري ناحية للطابق التاني .
وقتها جريت بأقصى سرعة ورا المشرف وأنا مرعوب وقلبي هينفجر من شدة الدقات لحد ما خرجت بره خالص للنور وحطيت إيدي على قلبي وأنا بحاول اّخد نفسي وبتنفض من الخضة، لقيت المشرف جاي من ورايا وبيقول تعالا يا سيدي لما نشوف الشاليه اللي قولتلي عليه دا.